وينبغي تقييده ككلام الأصحاب ، وبه صرّح بعضهم (١) بكون المشروط قطعها ممّا ينتفع به عند العقلاء ، فإنّ المعاملة بدونه تعدّ سفهاً عرفاً ، كما مراراً قد مضى.
وألحق الفاضل بالثلاثة بيعها على مالك الأصل ، وبيع الأُصول مع استثناء الثمرة (٢).
وفيهما نظر ؛ لخروج الثاني عن محلّ الفرض ، فإنّه لا بيع هنا ولا نقل ثمرة ، وعدم وضوح دليل على الأوّل عدا التبعيّة ، ولا تكون إلاّ إذا بيعت مع الأصل ، ولذا قال بالبطلان في التحرير ، وحكي عن الخلاف والمبسوط (٣) (٤).
( ويجوز بيعها مع أُصولها ) مطلقا ( وإن لم يبد صلاحها ) وكان عارياً من الشرائط الثلاثة ، إجماعاً ، فإنّها في معنى الضميمة جدّاً.
ثم إنّ تفسير البدوّ بالاحمرار والاصفرار خاصّة في العبارة هو الأظهر الأشهر بين الطائفة ، كما عن الإسكافي والطوسي والقاضي والصهرشتي (٥) ،
__________________
(١) الحدائق ١٩ : ٣٣٥.
(٢) كما في قواعد الأحكام ١ : ١٣٠.
(٣) التحرير ١ : ١٨٨ ، الخلاف ٣ : ٨٧ ، المبسوط ٢ : ١١٤.
(٤) نعم ادّعى الإجماع عليه في القواعد ( ١ : ١٣٠ ) وهو حسن إن تمّ. ( منه رحمهالله ).
(٥) هو الشيخ الثقة الجليل نظام الدين أبو الحسن أو أبو عبد الله سليمان بن الحسن بن سليمان الصّهرشتي ، وكان عالماً كاملاً ، فقيهاً ، وجهاً ، ديّناً ، ثقة ، شيخاً من شيوخ الشيعة ، ومن كبار تلامذة السيد المرتضى والشيخ أبي جعفر الطوسي ، ويروي عنهما وعن الشيخ المفيد ، وأبي يعلى الجعفري ، وأبي الحسين النجاشي ، وأبي الفرج القزويني ، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه ابن أخي الصدوق وجدّ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست ، وأبي الحسن الفتال ويروي عنه الشيخ حسن بن الحسين بن بابويه المعروف بحسكا. له كتب عديدة : منها : كتاب قبس المصباح في الأدعية وهو ملخص مصباح المتهجّد لأستاذه أبي جعفر الطوسي ، شرح النهاية للطوسي أيضاً ، النفيس في الفقه ، تنبيه الفقيه ، النوادر ، التبيان في عمل شهر رمضان ، نهج المسالك إلى معرفة المناسك ، شرح ما لا يسع جهله ، عمدة الولي وغيرها. وقد ينقل عنه في بعض الكتب الفقهية كالمعتبر والذكرى وغاية المراد وغيرهما. ولمزيد الاطلاع انظر : معالم العلماء : ٥٦ / ٣٧٣ ، فهرست منتجب الدين : ٨٥ / ١٨٤ ، أمل الآمل ٢ : ١٢٨ ، ١٢٩ / ٣٥٨ ، ٣٦٠ ، رياض العلماء ٢ : ٤٤٥ ٤٤٩ ، رجال بحر العلوم ٢ : ٤٠ ٤٢ ، روضات الجنات ٤ : ١١ ١٣ ، أعيان الشيعة ٧ : ٢٩٦ ، الكنى والألقاب ٢ : ٣٩٥.