وهكذا في قوله : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى) [سورة البقرة آية : ١٨٩] ، أي : ولكن البر بر من اتقى.
وأول الآية : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) [سورة البقرة آية : ١٨٩] ، وهو مثل ضربه الله للمشركين في تأخيرهم أشهر الحرم فأخبر الله أن ذلك عكس البر ، كما أن من أتى البيت من ظهوره ؛ فقد عكس أمر الدخول.
وقيل : إن قوما من قريش وثقيف وخزاعة وطائفة من عامر بن صعصعة ؛ كانوا إذا حرموا لا يأقطون الأقط ، ولا يأكلون السمن ، ولا يدخلون البيوت من أبوابها ؛ ولكن من ظهورها وأدبارها ، وظهورها : سطوحها ، فسموا حماه ، والأحمى : المتشدد في دينه ، فأخبر الله أن ذلك ليس من البر ، وأن البر بر من اتقى معاصي الله.