وسمي الإمام إماما ؛ لأنك تقصد قصده في أفعاله.
وقيل للخليفة : إمام ؛ لأنك تقصد قصد أوامره ، أو لأنه يتقدم ، فتتبع أثره.
والطريق (١) : إمام ؛ لأنه يقصد. وقد أممت ، إذا قصدت.
وأصل التيمم : التأمم ، وهو تفعل من ذلك. وأمر أمم : قصد ، وهو ما بين القريب والبعيد.
وأم الشيء : أصله ، ترجع إلى هذا ؛ لأن كل من يريد الشيء فإنما يقصد أصله ، فيبتدئ به في أكثر الحال.
وأم الدماغ : الجلدة الرقيقة التي تجمعه.
وسميت الأم أما ؛ لأن ولدها يتبعها.
وسميت سورة الحمد : أم الكتاب ؛ لأنها تتقدم الكتاب ، فهو تابع لها كما يتبع الولد أمه.
والإمام في القرآن على أربعة أوجه :
أولها : بمعنى القائد ، قال الله تعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) [سورة البقرة آية ١٢٤] ، أي : قائدا في الخير مقتدى بك.
__________________
(١) الإمام : الطريق ، قال تعالى : (وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ). والأمام : بمنزلة القدّام ، وفلان يؤمّ القوم ، أي : يقدمهم. وتقول : صدرك أمامك ، ترفعه ، لأنّك جعلته اسما ، وتقول : أخوك أمامك ، تنصب ، لأنّ أمامك صفة ، وهو موضع للأخ ، يعنى به ما بين يديك من القرار والأرض. العين مادة (أ م م).
وقال الألوسي في روح البيان ١٠ / ٥٨ : إن القول الأول كذلك أيضا لأن الأخبار عن مدينة قوم لوط عليهالسلام بأنها (لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) أي لبطريق واضح يتكرر مع الأخبار عنها آنفا ، بأنها لبسبيل مقيم على ما عليه أكثر المفسرين ، وجمع غيرها معها في الأخبار لا يدفع التكرار بالنسبة إليها وكأنه لهذا قال بعضهم : الضمير يعود على لوط وشعيب عليهماالسلام أي وانهما لبطريق من الحق واضح.
وقال الجبائي : الضمير لخبر هلاك قوم لوط وخبر هلاك قوم شعيب ، والإمام اسم لما يؤتم به وقد سمي به الطريق واللوح المحفوظ ومطلق اللوح المعد للقراءة وزيج البناء ويراد به على هذا اللوح المحفوظ.