والضلال في القرآن على اثني عشر وجها :
الأول : التسمية والحكم ، وقال تعالى : (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) [سورة إبراهيم آية : ٢٧] يعني : أنه يسميهم ضالين ، كما تقول : جهلته إذا سميته جاهلا.
الثاني : النسيان ؛ قال : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما) [سورة البقرة آية : ٢٨٢] أي : تنسى ، وإذا ذهب عن الطريق ، قيل : قد ضل وكذا إذا ذهب عن معرفة الشيء.
الثالث : عدم العلم بمبلغ الجرم ؛ قال : (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) [سورة الشعراء آية : ٢٠] أي : لم أعلم أن وكرتي تبلغ القتل ؛ كأنه قال : فعلتها وأنا ضال عن العلم بها أنها تبلغ القتل ، ومن ذهب عن الشيء يجوز أن يقال : أنه ضل عنه.
وقال الزجاج : (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) [سورة الشعراء آية : ٢٠] أي : الجاهلين ، وهذا خطأ لأن اسم الجاهلين لا يطلق على الأنبياء.
الرابع : الخطأ ؛ قال الله : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [سورة يوسف آية : ٨] أي : في خطء بين ، ولو عنوا غير ذلك كفروا ؛ فإن تضليل الأنبياء عليهمالسلام على الحقيقة كفر ، وحقيقة المعنى أنه ذهب عن الاستواء في تدبير أمر الدنيا ؛ لأنه يفضل من لا غنى له على من له غنى.
الخامس : الكفر ، وهو قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة آية : ٧] يعني : بالضالين النصارى ، والمغضوب عليهم اليهود ، والمعنى غير طريق الذين تريد عقابهم في الآخرة من اليهود والنصارى ، والغضب من الله العقاب.
السادس : الغفلة ؛ قال الله : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) [سورة الضحى آية : ٧] أي : كنت في غفلة عن النبوة لم تدر أنك تؤتاها ، ودليله قوله : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ) [سورة الشورى آية : ٥٢].
وقال بعضهم : (ضَالًّا) أي : في قوم ضلال ؛ كما قال أبو عثمان المازني ؛ لنزوله في بني مازن ، وعمر والغزال ؛ لمقامه بين الغزالين ، وكل من نزل في قوم نسب إليهم ، ومن