الثاني : الاغتسال ؛ وهو قوله : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) [سورة البقرة آية : ٢٢٢] أي : إذا اغتسلن أو تيممن عند عدم الماء.
ولا يجوز عند الفقهاء مجامعتهن إذا طهرن فقط ؛ لأنه قال تعالى : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) [سورة البقرة آية : ٢٢٢] يعني : الفرج ، وفيه دليل على أن إيتائهن في أدبارهن حرام ؛ لأنه حرام إيتائهن في الحيض لأجل الأذى ؛ وهو القذر ، والقذر للدبر الزم.
ويجوز عند بعضهم مجامعتهن إذا طهرن قبل أن يتطهرن ، ومنه كلام كثير استقصيناه في غير موضع.
الثالث : التطهر بمعنى الاستنجاء بالماء ؛ قال الله : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) [سورة التوبة آية : ١٠٨] قال المفسرون : أراد غسل أثر البول والغائط بالماء ، وقيل : نزل في الأنصار وذلك أنهم كانوا يتبعون الحجر بالماء.
الرابع : الطهور من جميع الأحداث والجنابة ؛ قال الله : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) [سورة الأنفال آية : ١١] يعني : من الأحداث والجنابة ، ونظيره قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) [سورة الفرقان آية : ٤٨].
الخامس : التنزه عن إتيان الرجال في أدبارهم ، قال : (إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [سورة النمل آية : ٥٦] ويحتمل أيضا الوجوه التي ذكرنا.
السادس : طهارة نساء أهل الجنة من الحيض والقذر ؛ قال الله : (لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) [سورة البقرة آية : ٢٥] ويتضمن ذلك طهارة الأخلاق أيضا ، لأنه جاء بلفظ التكثير.
السابع : الطهارة من الذنوب ؛ قال : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [سورة الواقعة آية : ٧٩] يعني : الملائكة ، وأراد طهارتهم من الذنوب ، وقرئ المطهرون ؛ ومعناه أنهم يطهرون غيرهم وليس بالوجه ، وقيل : هو على الأمر ؛ أي : لا يمس المصحف إلا طاهر ، ومثله : (ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ) [سورة المجادلة آية : ١٢] أي : أطهر من الذنوب.