ومعنى ذلك أنه يكون كفارة ، ونحوه قوله : (ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ) [سورة البقرة آية : ٢٣٢] أراد إذا لم يعضلوهن لأن أزكى لكم وأطهر لكم ولهن من الذنوب ، لأنكم تأثمون بعضلكم إياهن ، ولعل العضل يحملهن على الزنا ، والعضل : المنع من التزويج وخبرها هنا أفعل.
الثامن : التبرئة من الخطأ والغلط ؛ قال الله : (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ) [سورة عبس آية : ١٣ ، ١٤] يعني : القرآن ، كذا قيل ؛ وقيل : يقول أنها مكرمة عند الملائكة ، مرفوعة عن الأرض.
ويجوز أن يكون أراد رفع القذر مطهرة أن ينالها يد عاصية ، ومثله : (يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً) [سورة البينة آية : ٢] يعني : القرآن أيضا ، ويجوز أن يكون : (مُطَهَّرَةً) أي : منزهة أن يكون فيها كذب وباطل.
التاسع : إبعاد الأوثان والأصنام ؛ قال الله : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) [سورة الحج آية : ٢٦] أي : أبعد عنه ما يعبد منها.
العاشر : تطهير الله العبد من الذنوب ؛ بمعنى أنه يمنحه ألطافا يمتنع معها من الذنوب ، قال الله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) [سورة آل عمران آية : ٤٢] : (اصْطَفاكِ) اختصك بأن قيل نذر أمك فيك ففرغك لعبادته وسد أنه نبيه ، وطهرك من الذنوب بأن وفقك لمجانبتها ، واختصك من نساء العالمين بولادة عيسى عليهالسلام من غير ذكر ؛ فلما كان المراد بالاصطفاء الأخير غير المراد بالاصطفاء الأول لم يكن تكرارا معيبا ، وقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [سورة الأحزاب آية : ٣٣] والمعنى أن الله وفقكم لمجانبة الذنوب فتجنبتموها وكنتم طاهرين.