الخامس : أهل مصر خاصة ، قال الله : (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة يوسف آية : ٤٦] ، وقال : (عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ) [سورة يوسف آية : ٤٩].
السادس : الناس كلهم ، قال : (إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) [سورة الإسراء آية : ٦٠] ، أي : هو قادر على جميع الناس لا يفوتونه ولا يعجزونه ، والمحيط في أسماء الله تعالى بمعنى القادر القاهر الغالب.
وقيل : الناس هاهنا أهل مكة خاصة ، ومن العام الذي معناه العموم قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، ولو جاء بصروف العموم عن ظاهره بغير دليل يجاز في هذا لأن علمه ، وإن كان محيطا بالأشياء كلها ، فقد يجوز أن يخبر عن بعضها أنه عالم به ، كقوله تعالى : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) [سورة غافر آية : ١٩] ، وقوله : (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) [سورة الأنعام آية : ٣] ، وأما العام الذي بمعنى الخصوص ؛ فقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ) [سورة الحج آية : ١ ، النساء : ١ ، لقمان : ٣٣] وذلك أن المراد المكلفون والخاص الذي بلفظ الخصوص : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) [سورة المائدة آية : ٤١ ، ٦٧] ، والعام الذي جاء بلفظ الخصوص.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ) [سورة الانشقاق آية : ٦] ، وقوله : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [سورة التين آية : ٤] ، ويكون عام يدخله الخصوص على غير هذا الوجه ، كقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) [سورة التوبة آية : ١٢٣].
وقد دلت السنة والإجماع على أن طائفة إذا أقاموا بذلك سقط عن الآخرين على أن جميع المؤمنين مأمورين به ، إن عليهم ذلك ما لم يقم به بعضهم ، والعرب تقول : أحمر البشر ، وإن لم يحمر جميعه ، لأن منه ما هو أصفر ، وغسلت ثيابي وإن لم يرد كل ثوب وكساء وجبة ، وإنما أراد هذا أوان احمرار البشر ، وهو أوان فراغي من الغسل.