أو الذي بخلوا به مما آتاهم الله. و «هو» ضمير فصل والفاعل «الذين» هذا بناء على القراءة المشهورة «لا يحسبن» بالياء واما من قرأ بالتاء فالفاعل هو المخاطب إما النبي (صلىاللهعليهوآله) أو من يستحق الخطاب ، و «الذين» مفعول أول على تقدير حذف مضاف واقامة (الذين) مقامه وهو فاصلة وخيرا مفعول ثان.
والالتفات في قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) الى الخطاب للمبالغة في التهديد لان تهديد العظيم بالمواجهة أشد وقرئ «بما يعملون» بالياء على الغيبة. وانما قال تعالى : (سَنَكْتُبُ ما قالُوا) دون (كتبنا ما قالوا) لان الكتابة في الماضي ربما تحتمل العفو فكان الخطاب الاول ابلغ في الوعيد.
ونظير قوله تعالى : (جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) قوله عزوجل : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) فاطر ـ ٢٥ ولكن الفرق بينهما من جهتين :
الاولى : انه جعل لفظ الماضي ومبني للمجهول في الشرط مقام لفظ المستقبل في آية آل عمران قال تعالى : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) بخلاف الآية الشريفة الواردة في سورة فاطر فان الشرط فيها بلفظ المستقبل والفاعل مذكور مع الفعل.
الثانية : ان الآية المباركة في سورة آل عمران قد ذكر فيها (باء) واحدة (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) إلا في قراءة ابن عامر والآية الشريفة الواردة في سورة فاطر قد ذكر فيها باءات ثلاثة (بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) ولعل الوجه في ذلك انه قد ذكر فيها الشرط بلفظ المستقبل وذكر الفاعل أيضا فاقتضى ذكر الباءات