لصالح الإنسان وهدايته إلى الكمال الذي أعده الله تعالى له.
منهج المرابطة :
بعد ما عرفت ان المرابطة انما تكون في الاحكام الإلهية والمعارف الربوبية والشريعة المقدسة فلا بد وأن يكون منهج المرابطة مستندا إلى وحي مبين يتعلق بما فيه سعادة الناس ونجاحهم في الدنيا والآخرة ويعلم جميع جهات الصلاح فيأمر بها وجميع جوانب الفساد فينهى عنها والا فمع التخلف يكون خطأ محضا بل فيه الإثم والعصيان من كل جهة لفرض ان الموضوع امر اجتماعي ولا تثمر المرابطة في غير ذلك الثمرة المطلوبة منها.
ومن ذلك يعلم ان مأخذ المرابطة لا بد ان يكون الثقل الأكبر اي كتاب الله تعالى والثقل الأصغر اي العترة الشارحة للكتاب وإلى ذلك يشير الحديث المعروف بين المسلمين «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ـ وان من يقوم به المرابطة انما هو الله تعالى المطلع على الغيب والعالم بجميع الجزئيات ولا يمكن ان يكون نفس المجتمع كل فرد بحسب شخصه وذاته ، أو نفس المجتمع لا بحسب الإفراد بل فردا معينا باعتباره وكيلا عن جميع الإفراد ، لان بطلان الأخير واضح لفرض عدم إحاطة ذلك الفرد بجميع الأمور ، ولا الإفراد الذين يوكلونه في ذلك. وأما بطلان الاول فلاختلاف آراء الإفراد ، كما هو معلوم ، فتكون المرابطة أقرب إلى الفساد منه إلى الصلاح.