في الذكر لأهمّيّتها وهي التقوى لان خلق الإنسان وإنزال الكتب والاحكام الإلهية لم تكونا إلا لها ولأجلها ، ولأنها هي الأساس الذي يجب ان يقوم عليه كل علاقة سواء بين افراد الاسرة أو بين الزوجين أو بين جميع افراد المجتمع. ثم ذكر تعالى العلة المادية وهي خلق الإنسان من نفس واحدة ، فإنها صارت لجمع افراد الإنسان ودخولهم في نفس واحدة فكأنهم بجميع اشتاتهم أعضاء نفس واحدة تتحكم فيهم روابط قويمة متكاملة.
ومنها : انها تشير إلى الموضوع الرئيسي في هذه السورة وهو العلاقة الزوجية وعلاقات الاسرة والمجتمع ، فكانت توطئة لجميع تلك الاحكام التي وردت في هذه السورة فقد ذكر فيها النفس الواحدة التي وردت في هذه السورة فقد ذكر فيها النفس الواحدة التي خلقت منها زوجها. وذكر الرجال والنساء والأطفال ، وأخيرا الأرحام التي تنشأ من التزاوج بين الرجال والنساء.
ومنها : الإشارة إلى اصل الإنسان والأسس الثابتة التي يرتكز عليها عيشه في هذه الحياة وانه لا يخرج عن ذلك الأصل القويم مهما طال الزمن وتغيرت الحياة وبذلك تبطل نظرية التطور التي لا تجعل للحياة أساسا وقواعد ثابتة فهي تسير في اتجاهات متعددة لا يتحكم فيها ضوابط خاصة بل يحكم عليها التغير والتطور وسيأتي في البحث العلمي ما يتعلق بذلك ان شاء الله تعالى.
ومنها : الدلالة على ان للإنسان ربا يحوطه بالتربية والعناية ، وان من رحمته بهم ان هداهم إلى ما هو الأصلح لهم الذي فيه كمالهم وارشدهم إلى ما يجلب سعادتهم في الدارين.
والخطاب ب (يا ايها الناس) عام إلى كل فرد من افراد البشر