وفي الكافي باسناده عن جميل بن دراج قال : «سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن قول الله تبارك وتعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) قال هي أرحام الناس ان الله امر بصلتها وعظمتها الا ترى انه جعلها معه».
أقول : تقدم ما يدل على ذلك ولا تنافي بينها وبين ما تقدم من تفسير صلة الرحم برحم آل محمد (عليهمالسلام) لان هذه الرواية تبين بعض اقسام الرحم وليست في مقام الحصر الحقيقي حتى يتحقق التنافي.
العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال : «سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول. «ان أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فان الرحم إذا مسها الرحم استقرت وانها متعلقة بالعرش ينقضه انتقاض الحديد فينادى اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وذلك قول الله في كتابه (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره فانه يذهب رجز الشيطان».
أقول : لا تنافي بين هذه الرواية وبين ما دلت على ان رحم آل محمد (صلىاللهعليهوآله) متعلقة بالعرش لان مراتب التعلق متفاوتة جدا.
ومعنى تعلق سائر الأرحام بالعرش حضورهن بالحضور العلمي لدى الله تبارك وتعالى والدعاء لمن وصلهم وعلى من قطعهم.
واما ان مس كل رحم بالرحم يوجب هبوط فوران الغضب فلما أثبته العلم الحديث من انتهائهم إلى شيء واحد فتستولى الوحدة وتنطفي الغضب.
واما ذيل الرواية فلان القعود يوجب سكون فوران الدم في الجملة فيتوجه إلى نفسه فيحصل له التعوّذ من الشيطان.
وعن ابن شهر آشوب باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا