وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٥) وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً (٦))
الآيات المباركة من جلائل الآيات التي تتعلق بالقواعد النظامية وهي تبين أهم القوانين التي لها دخل في حياة الاسرة والمجتمع الانساني من تنظيم الروابط بينهم وحفظ العلاقات ـ بين افراد الاسرة ـ التي أهمها رعاية اليتامى وحفظ أموالهم وتحديد النكاح باليتيمات اللواتي تحت الوصاية بعدم التقصير في حقوقهن. وتعدد الزوجات المراعى بعدم الجور والظلم عليهن وحفظ حق المرأة في صداقها وعدم التعدي فيه. والمنع من تصرف السفهاء ـ الذين لا يحسنون التصرف ـ في أموالهم وان كان لهم الحق منها في الرزق والكسوة الا إذا تبين الرشد والأهلية منهم فيرجع إليهم أموالهم. والآية الكريمة تقرر الاشهاد حين تسليم المال إليهم دفعا للشبهة والخصومة ، فهذه الآيات في مقام الردع عن الأخلاق الجاهلية ومن يحذو حذوهم في الإسلام.
ومن أجل اهمية هذه القوانين وارتباطها بنظام الاسرة والمجتمع سبقت الآيات الشريفة بانه جل شأنه رقيب وختمت بانه تعالى محاسب ما يصدر عن عباده من الأعمال.
وارتباط هذه الآيات الشريفة بما قبلها هو ان القيام بشئون الأيتام