الاول : ان ما ذكروه من ان التشريع خلاف الطبيعة فهو باطل اما أولا فان تساوي عدد الذكور والإناث امر يكذبه الوجدان والإحصاءات المتعددة التي اعلنت وتعلنها الجهات المختصة في مختلف العصور فان الحروب والحوادث وكذا الموت تصيب المجتمعات فتفنى من الرجال اكثر من النساء وهذا امر ثابت بالوجدان.
وثانيا : ان امر الزواج لا يستند على ما ذكروه من ان الطبيعة ساوت بين الرجال والنساء في العدد ، بل ان هناك أمورا اخرى ، فان النساء يختلفن عن الرجال في التهيؤ إلى النكاح وصلاحهن للازدواج والمضاجعة والانجاب ولهذا اعتبر الإسلام سنّ التكليف في النساء بلوغ العشر ، وفي الرجال بلوغ الست عشرة من السنين وذلك لاختلاف الطبائع في الطائفتين وهذا يكشف عن ان الطبيعة تقتضي التعدد كما هو واضح.
الثاني : ان ما ذكروه من ان التعدد يميت عواطف النساء وتخيب آمالهن فهو باطل. لان الإنسان مركب من أمرين التعقل والعواطف والاحساس. والسعيد هو الذي يمسك زمام العواطف والاحساس ويجعلها تحت ادارة التعقل ، والإسلام وسائر الأديان السماوية أرادت من تعاليمها وضع الإنسان في مسير التعقل. وتهيئة المجتمع الانساني على نحو تقرره الحياة التعقلية دون الاحساس والعواطف التي لا تهدي إلى الكمال المنشود ، وعلى هذا فالمرأة التي هذبتها الأخلاق الفاضلة ، وقومتها التعاليم الاسلامية الرشيدة فإنها تجعل التعقل مقام العواطف والنزوات الشهوانية فهي ترى السعادة في ذلك.
وما ذكروه قياس بين المجتمعات الغربية التي هي قائمة على تلك العواطف والشهوات الحيوانية البغيضة والمجتمع الاسلامي الذي قوامه