النساء ـ ٣٤ فان المراد من الفضل الوارد فيها هو تعقل الرجال واستيلاء روح التعقل بحسب الطبع والتكوين عليهم وما يمتاز به الرجل من زيادة البأس ، والصلابة والشدة ، والغلظة والخشونة. فان جميع ذلك امور يتطلبها المجتمع الانساني في مواطن الدفاع والأعمال الشاقة ، وفي تحمل الشدائد والمحن ، والثبات في الأهوال ونحو ذلك مما هو ضروري في الحياة فالرجال على الأكثر يقومون بهذه الشؤون.
واما المرأة فهي متصفة بالاحساسات والعواطف التي لا غنى للمجتمع عنها فان لهما آثارا عجيبة في الإنسان لما يتطلبه من الوداعة في العيش والسكن والمحبة والانس والرحمة والرأفة مضافا إلى تحمل المرأة أثقال الحمل والوضع والحضانة وخدمة البيوت ولا يصلح لهذا الجانب إلا الرحمة والرأفة والاحساس اللطيف والعاطفة الرقيقة ، فالرجل والمرأة يتبادلان هذين الأمرين الضروريين ويتعادل بهما الحياة وينتظم شؤونها فإنها يتقوم بهما.
واما الوضع الاجتماعي فان وضع الرجل الاجتماعي يقتضي الصرف وادارة المعاش والسعي فيهما ويجب عليه الانفاق غالبا وذلك يتطلب التدبير المالي في الإنتاج والاسترباح فهذا إلى روح التعقل انسب إذ لا فائدة للاحساس والعواطف التي هي إلى روح التصرف والمصرف انسب ولذا كانت المرأة اكثر من الرجل فكانا متعاكسين في الملك والمصرف فإذا ملك الرجل الثلثين فان المرأة تذهب بنصف هذين الثلثين بينما تملك المرأة الثلث ولكنها تملك زمام ملكه ومصرفه. ويستفاد ما ذكرناه من عدة آيات كما مر وروايات.
منها : ما رواه هشام : «ان ابن أبي العوجاء قال لمحمد بن النعمان الأحول ما بال المرأة الضعيفة لها سهم واحد ، وللرجل القوي الموسر