الصراط المستقيم واعلام الهداية وهي مما يحكم العقل باتباعه بخلاف اسباب السخط فإنها شرور وقبائح فلا وجه لاتباعها.
قوله تعالى : (وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
بيان لحال من باء بسخط من الله تعالى. اي : ان المأوى الذي يريد ان يأوى اليه ليستريح فيه انما هي جهنم وقد ساء ذلك المصير الذي يصار اليه.
وانما عبر عزوجل بالمصير لان المكان الذي يصار اليه هو أسوأ حالا إذا قيس بالمكان الذي هو عليه في الدنيا ، ولان الرجوع الى سخط الله يكون مصيره التكويني النار ، فالآية المباركة من قبيل القضايا التي قياساتها معها.
وقد قال بعض العلماء الفرق بين المصير والمرجع ان الاول يستعمل في مورد يقتضي مخالفة ما صار اليه على ما كان عليه في الدنيا بخلاف المرجع فانه يقتضي انقلاب الشيء الى حال قد كان عليها.
وهو مردود لاستعمال كل واحد منهما في الآخر قال تعالى : (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) الأنفال ـ ٤٤ وقال تعالى : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) يونس ـ ٤ إلا ان يريد اختلاف الجهات والحيثيات.
ولم يذكر سبحانه وتعالى جزاء من اتبع رضوان الله لعظمته وليذهب ذهن السامع كل مذهب ممكن فان رضوان الله اكبر وهو يستلزم كل نعيم وهو غير متناه من كل جهة.
قوله تعالى : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ).
مدح بليغ لمن ابتغى رضوان الله تعالى وبيان لمقاماتهم العالية ومآلهم الحميد الذي يرجعون اليه.