وتصغير «التي» اللتيا بالفتح والتشديد قال الراجز :
بعد اللّتيا واللّتيا والّتي |
|
إذا علتها نفس تردت |
واللتيا والتي اسمان للداهية. يقال : وقع في اللتيا والتي.
واللذان تثنية الذي ـ كما تقدم والقياس ان يكون اللذيان كرحيان ومصطفيان ولكن قيل انه حذفت الياء تخفيفا وقيل : انه للفرق بين الأسماء المبهمة والأسماء المتمكنة لان نون التثنية قد تنحذف فيها مع الاضافة نحو رحياك ومصطفيا القوم ، فلو حذفت الياء لاشتبه المفرد بالاثنين. هذا بخلاف اللذان فان النون لا تنحذف فيه.
وقرئ بتخفيف النون وبالتشديد وهي قراءة قريش.
بحث دلالي
تدل الآيتان الشريفتان على امور :
الاول : يستفاد من قوله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) أطراف الفاحشة التي نهى عنها الله تعالى في مواضع متفرقة من القرآن الكريم وشدد النكير عليها وجعل على من ارتكبها حدا ردعا معينا عن اقترافها مرة اخرى وإصلاحا للمجتمع.
والمذكور في هذه الآية المباركة من المقومات والأطراف هي الطرفان المرتكبان ، والفاحشة ، وثبوتها باربعة شهداء ، والحد. وقد أجمل سبحانه وتعالى سائر الخصوصيات في هاتين الآيتين لأنهما في مقام قبح هذه الجهة (الفاحشة) واعلام الناس بها ، وبعث الضمير الانساني