استكمال الانسانية والدين والعقل ، ويكفي في فضلها ان فيها يتجلى المعبود الأعظم للتائبين بقوله عزوجل : (أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فالعبد يعترف بما هو من زي العبودية ، والمعبود يظهر بما هو من شأن الربوبية الواقعية ولذا ترى ان أحب حالات المتعبدين إلى الله تعالى هي حالة الاعتراف بالتقصير كما هو واضح في الدعوات المأثورة عن الائمة الاطهار (سلام الله تعالى عليهم) لا سيما الصحيفة الملكوتية السجادية على صاحبها ومنشيها (أفضل الصلاة والسلام) وليس الاعتراف بالتقصير مع عدم صدور ذلك عنهم كذبا لأنهم يعلمون ان تلك الحالة محبوبة لله عزوجل وتقربهم اليه تعالى ويعترفون بذلك في جملة من دعواتهم الشريفة وهذا كاشف عن اشتياقهم إلى هذا المقام من العبودية.
ثم ان ظاهر الآية الشريفة : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) انما هو في الموت الطبيعي الذي هو مسير كل ذي حياة واما الموت الاختياري الذي هو غاية آمال العارفين وقرة عين اهل التقوى واليقين فهو فوق التوبة بمراتب كثيرة إذا وفق له ولي من اولياء الله تعالى بشرطه وشروطه.