ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٩))
الآيات الشريفة ترشد المؤمنين إلى امور تهمهم في حياتهم الدنيوية والاخروية وتمس عقيدتهم ، فهي تحذرهم من المنافقين والكافرين وأكاذيبهم وقبائح افعاهم ومكرهم فإنهم لم يتحرجوا من إعلان الكذب على الله عزوجل ورسوله (صلىاللهعليهوآله) وما يوجب وهن العزيمة والحط من قدر المسلمين ، والشك في عقيدتهم وتنفيرهم عن الإسلام.
والآيات المباركة تسلي النبي الكريم من ما يوجب حزنه ، وتعلن ان الله تعالى لن يتركه والمؤمنين فهو يرعاهم ويحفظهم ، وتبين ان ذلك كله سنة الهية جارية في خلقه فلا بد من تمييز المؤمنين من المنافقين والخبيث من الطيب ، وتأمر المؤمنين بالإيمان بالله ورسله والتقوى والتسليم لأمره ليفوزوا بالأجر العظيم.
والآيات الكريمة مرتبطة بما تقدم من الآيات التي وردت في بيان الجوانب المتعددة في غزوة احد وقد تقدم ذكر المنافقين وبعض كيدهم وفي المقام يبين سبحانه وتعالى نوعا آخر منه ، ويحذّر المؤمنين منه.