تدل عليه بعض الأخبار والآثار الواردة عن الواقفة .
نعم روىٰ الشيخ في هذا الكتاب والتهذيب ما يتضمن القدح في أبي بصير المكفوف ، وهو ما رواه عن أحمد بن محمد بن عيسىٰ ، عن ابن أبي عمير ، عن شعيب قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن رجل تزوج امرأة لها زوج فقال : « يفرّق بينهما » فقلت : فعليه ضرب ؟ قال : « لا ما له يضرب » فخرجت من عنده وأبو بصير بحيال الميزاب ، فأخبرته بالمسألة والجواب ، فقال لي : أين أنا ؟ فقلت : بحيال الميزاب ، قال : فرفع يده وقال : وربّ هذا البيت ، أو : وربّ هذه الكعبة لسمعت جعفراً يقول : « إن عليّاً عليهالسلام قضىٰ في الرجل تزوّج امرأة لها زوج فرجم المرأة وضرب الرجل الحدّ » ثم قال : لو علمت أنّك علمت لفضخت (١) رأسك بالحجارة ، ثم قال : ما أخوفني أن لا يكون اُوتي علمه (٢) .
وهذا الخبر يعطي القدح في أبي بصير المكفوف بما لا يخفىٰ .
والكشي روىٰ نحو هذا الحديث عن شعيب (٣) ، لكنّه اضطرب في نقل أخبار (٤) .
فحصل نوع تخليط بين حال أبي بصير ليث المرادي وحال غيره كما يعلم من مراجعته ، ولولا خوف الخروج عن سلوك الاختصار لذكرتها ، وإنّما ذكرت ما ذكرته هنا لئلّا يخلو الكتاب من القول في أبي بصير ممّا لا بد
__________________
(١) الفضخ : كسر الشيء الأجوف . . . ومنه : فضخت رأسه بالحجارة ، مجمع البحرين ٢ : ٤٤٠ ( فضخ ) .
(٢) التهذيب ١٠ : ٢٥ / ٧٦ ، الاستبصار ٤ : ٢٠٩ / ٧٨٢ ، الوسائل ٢٨ / ١٢٨ أبواب حد الزنا ب ٢٧ ح ٧ .
(٣) رجال الكشي ١ : ٤٠١ / ٢٩٢ .
(٤) كذا في النسخ ، والأنسب : الأخبار .