نعم قد يشكل الخبر بأنّ القلّة لا تنافي تحقق الأوصاف . ويمكن الجواب بأنّ القلّة غالباً خلاف الوصف .
وقد يشكل الحال في الرواية علىٰ تقدير اعتبار الأوصاف بأنّ المريض إذا ضعف منيّه أو ضعف هو عن الدفق كيف يحكم بمجرد وجود الماء أنّ الغسل عليه واجب مع احتمال أن لا يكون منيّاً .
ويمكن الجواب بأن النص إذا ثبت لا بعد فيه ، وغير بعيد أن يوجّه توجيه الشيخ بدلالة الأخبار الآتية وإن بعد عن ظاهر الخبر المذكور ، غير أنّ الإشكال قد يبقىٰ من حيث إنّ مدلول الخبرين الآتيين لا تفصيل فيهما بالوصف ، ولعل المراد تحقق الوصف كما يدل عليه بعض الاعتبارات الآتية في الخبرين . وبالجملة فالمقام لا يخلو من إشكال ، والله تعالىٰ أعلم بالحال .
قال :
ويدلّ علىٰ أنّ حكم العليل مفارق لحكم الصحيح أيضا : ما رواه محمد بن عليّ بن محبوب ، عن العباس ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن حريز ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : الرجل يرىٰ في المنام ويجد الشهوة فيستيقظ وينظر فلا يرىٰ شيئاً ثم يمكث الهوينا (١) بعد فيخرج ، قال : « إن كان مريضاً فليغتسل وإن لم يكن مريضاً فلا شيء عليه » قال : قلت له : فما الفرق (٢) بينهما قال : « لأنّ الرجل إذا كان صحيحاً جاء الماء بدفقة قوية ، وإن كان مريضاً لم يجئ إلّا بعد » .
__________________
(١) في الاستبصار ١ : ١١٠ / ٣٦٥ : الهوين .
(٢) في الاستبصار ١ : ١١٠ / ٣٦٥ : فما فرق ، وفي « رض » : ما الفرق .