أي بقيّتي ، وقد ذكر في أوهام الخواص أنّ جعلها بمعنىٰ جميع من ذلك ، وفي الصحاح ما يفيد جوازه (١) .
قال :
فأمّا ما رواه الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام فيما بين مكة والمدينة ، معه اُمّ إسماعيل فأصاب من جارية له فأمرها فغسلت جسدها وتركت رأسها قال لها : « إذا أردت أن تركبي فاغسلي رأسك » ففعلت ذلك فعلمت بذلك اُمّ إسماعيل فحلقت رأسها ، فلمّا كان من قابل انتهىٰ أبو عبد الله عليهالسلام إلىٰ ذلك الموضع (٢) فقالت له اُمّ إسماعيل : أيّ موضع هذا ؟ فقال لها : « الموضع الذي أحبط الله فيه حجّك عام أوّل » .
فهذا الخبر يوشك أن يكون قد وهم الراوي فيه ، ولم يضبطه فاشتبه عليه الأمر ، لأنّه لا يمتنع أن يكون سمع أن يقول لها [ أبو عبد الله عليهالسلام ] (٣) : إغسلي رأسك فإذا أردت الركوب فاغسلي جسدك ، فرواه بالعكس من ذلك ، والذي يدل علىٰ ذلك : أنّ راوي هذا الخبر وهو هشام بن سالم روىٰ هذا الخبر بعينه علىٰ ما قلناه :
روىٰ ذلك الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت علىٰ أبي عبد الله عليهالسلام فسطاطه وهو يكلم امرأة فأبطأت عليه ، فقال : « اُدنه ، هذه اُمّ إسماعيل جاءت وأنا
__________________
(١) الصحاح ٢ : ٦٩٢ ( سير ) .
(٢) في الاستبصار ١ : ١٢٤ / ٤٢٢ : المكان .
(٣) ما بين المعقوفين أثبتناه من الاستبصار ١ : ١٢٤ / ٤٢٢ .