ثمّ إنّ القرقرة في البطن ورد في معتبر الأخبار ما ينافي حكمها (١) ( وهو ما رواه الفضيل بن يسار قال قلت لأبي جعفر عليهالسلام ) (٢) : أكون في الصلاة فأجد غمزاً في بطني ، أو أذىٰ أو ضرباناً فقال : « انصرف ثم توضّأ فابنِ علىٰ ما مضىٰ من صلاتك ، ما لم تنقض الصلاة بالكلام » الحديث (٣) . وقد ذكرنا ما لا بد منه في موضعه ، وكان علىٰ الشيخ أن يذكره في مقام المعارضة .
وكذلك ورد في حسنة زرارة أنّ : « القهقهة لا تنقض الوضوء وتنقض الصلاة » (٤) .
وأمّا الخبر الثاني : فحمله علىٰ التقية مع قوله فيه « إن استكرهت شيئاً » غير واضح ، إلّا أن يكون موافقاً لهم في ذلك ؛ وذكر شيخنا المحقق ـ سلّمه الله ـ في فوائده علىٰ الكتاب أنّ حمل الخبر الثاني علىٰ التنظيف أولىٰ ، كما ينبّه عليه الاستكراه ، وربما حمل الأوّل علىٰ قهقهة وقيء تغيّب (٥) عنه نفسه . انتهىٰ .
ولا يخفىٰ عليك أنّ التنظيف في الرعاف والتخليل الذي يسيل منه الدم لا يخلو من خفاء ، والحمل المذكور للأول في غاية البعد ، وسيأتي من الشيخ ذكره في الباب الآتي ، وسنبيّن القول فيه .
__________________
(١) في « فض » و « رض » : الخبر ، بدل : حكمها .
(٢) ما بين القوسين ليس في « فض » .
(٣) الفقيه ١ : ٢٤٠ / ١٠٦٠ ، التهذيب ٢ : ٣٣٢ / ١٣٧٠ ، الوسائل ٧ : ٢٣٥ أبواب قواطع الصلاة ب ١ ح ٩ .
(٤) الكافي ٣ : ٣٦٤ / ٦ ، التهذيب ٢ : ٣٢٤ / ١٣٢٤ ، الوسائل ١ : ٢٦١ أبواب نواقض الوضوء ب ٦ ح ٤ .
(٥) في « رض » : تغيّر .