الياء هو المشهور ، وقيل فيه لغة اُخرىٰ وهي كسر الذال وتشديد الياء ، وهو الماء الذي يخرج من الذكر عند الإنعاظ ، قال : وفي الحديث من قول عليّ : « كنت رجلاً مذّاءً » صيغة مبالغة علىٰ زنة فعّال من المذي ، يقال : مذىٰ يمذي وأمذىٰ يمذي ، وقوله : ـ يعني علياً عليهالسلام ـ « فاستحييت » : هي اللغة الفصيحة .
قال :
فأمّا ما رواه أحمد بن محمد بن عيسىٰ ، عن محمد ( بن إسماعيل ) (١) بن بزيع ، قال : سألت الرضا عليهالسلام عن المذي فأمرني بالوضوء منه ثم عدت عليه في سنّة اُخرىٰ فأمرني بالوضوء فقال : « إنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أمر المقداد بن الأسود أن يسأل النبي صلىاللهعليهوآله واستحيىٰ أن يسأله فقال : فيه الوضوء » .
فهذا الخبر لا يعارض ما قدّمناه من الأخبار لأنّه خبر واحد ، وقد (٢) تضمن من قصة أمير المؤمنين عليهالسلام وأمره المقداد بمسألة النبي صلىاللهعليهوآله وجوابه له ما ينافيه (٣) المعروف في هذه القصة ، وهو الذي تضمنته رواية إسحاق بن عمار وأنّه حين سأله قال له : « ليس بشيء » علىٰ أنّه يحتمل أن يكون الراوي قد ترك بعض الخبر ، لأنّ محمد بن إسماعيل راوي هذا الخبر روىٰ هذه القصة بعينها ، فأنّه قال : أمرني بإعادة الوضوء ، قلت له : فإن لم أتوضّأ ، قال : « لا بأس » .
__________________
(١) ما بين القوسين اثبتناه من الاستبصار ١ : ٩٢ / ٢٩٥ .
(٢) في النسخ : ما . وما أثبتناه من الاستبصار ١ : ٩٢ / ٢٩٥ .
(٣) في الاستبصار ١ : ٩٢ / ٢٩٥ : ينافي .