بالمفهومية بحسب اللحاظ ، أي يكون لحاظ الذهن إيّاه في ضمن لحاظ الغير لا بلحاظ بالنسبة اليه على حدة وملتفت اليه ، فتكون المفاهيم على سنخين :
أحدهما : ما كان في عالم المفهومية متصورا في نفسه ومتعقلا على حياله ؛ وهذا القسم هو معاني الاسماء.
وثانيهما : ما كان في ذلك العالم متصورا في غيره ومتعقلا من حيث كونه حالة لغيره ، بحيث لا يلتفت الى نفسه بحسب اللحاظ ، بل ليس ملحوظا إلاّ بلحاظ معنى آخر ؛ وهذا القسم هو معاني الحروف.
اذا عرفت ذلك فنقول : انّ الظاهر من كلمات القائلين بجزئية المعنى هو جزئيته باللحاظ لا بمفهوم اللحاظ بل بمصداقه في مقام الاستعمال بحيث يكون داخلا في المستعمل فيه امّا شطرا أو شرطا ، ومن المعلوم انّ اللحاظ المصداقي جزئي حقيقي ذهني والمقيد به يكون كذلك ، وبناء عليه لو استعمل الحرف في معناه من شخص واحد مرارا ولو في مجلس واحد لكان مستعملا في كل منها في غير ما كان مستعملا فيه في استعمال آخر كما لا يخفى ؛ واذا كان المستعمل فيه في الحروف جزئيا فلا وجه لكلية الموضوع له ، لاستلزام المجاز بلا حقيقة ، لعدم تحقق الاستعمال في نفس ذلك الكلي أبدا ، هذا في الحروف.
وكذا الحال فيما يشابهها في الوضع والمستعمل فيه ولو في جزء معناه ، كما في الافعال بحسب مفاد هيئتها الدالة على النسبة الخبرية أو الانشائية ، وكما في المضمرات ، وأسماء الاشارة ، والموصولات ؛ امّا جزئية معنى هيئة الافعال فلكونها مثل الحروف ملحوظا على غير استقلال في ضمن المادة والفاعل ؛ وامّا في أسماء الاشارة فلكون المستعمل فيه والموضوع له فيها هو المشار اليه بالاشارة الحسية المصداقية ، وهو بما هو كذلك يكون جزئيا حقيقيا ؛ وامّا في المضمرات فلتقييد معانيها بالاشارة الى الغائب ، أو بمشافهة المخاطب ، أو بالاشارة الى المتكلم ؛ وامّا