قال لك موسى؟ وهو أعلم بما قال ، قال : يا رب قال لي : ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ولا نفقة طيبة ، قال الله عزوجل : ارجع إليه وقل له : أهب له حقي وأرضي عنه خلقي ، قال : فقال : يا جبرئيل فما لمن حج هذا البيت بنية صادقة ونفقة طيبة؟ قال : فرجع إلى الله تعالى فأوحى الله إليه قل له : أجعله في الرفيق الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك وفيقا ».
٢٢٨٨ ـ ونزلت المتعة (١) على النبي صلىاللهعليهوآله عند المروة بعد فراغه من السعي (٢) فقال : يا أيها الناس هذا جبرئيل ـ وأشار بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لقعلت كما أمرتكم ولكني سقت الهدي (٣) وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ، فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني (٤) فقال : يا رسول الله علمتنا ديننا فكأننا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو للأبد؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا بل لابد الأبد ، وإن رجلا قام (٥) فقال : يا رسول الله نخرج حاجا ورؤوسنا تقطر (٦)
__________________
(١) راجع الكافي ج ٤ ص ٢٤٥ إلى ٢٤٧ رواه في الصحيح عن الصادق عليهالسلام.
(٢) قال سلطان العلماء ـ رحمهالله : كان صلىاللهعليهوآله محرما بالحج وهذه الواقعة قبل الوقوف بعرفات فالمراد بالسعي اما الندب فلا خلاف في جواز تقديمه وتقديم الطواف المندوب على الوقوفين إذا دخل المفرد والقارن مكة ، أو الواجب بناء على مذهب الأكثر من تقديم الطواف والسعي الواجب لهما على الوقوفين إذا دخلا مكة.
(٣) يعنى لو جاءني جبرئيل بحج التمتع وادخال العمرة في الحج قبل سياقي الهدى كما جاءني بعد ما سقت الهدى لصنعت مثل ما أمرتكم يعنى لتمتعت بالعمرة وما سقت الهدى.
(٤) هو سراقة بن مالك بن جعشم بن ملك بن عمرو بن مالك ينتهى نسبه إلى كنانة المدلجي يكنى أبا سفيان من مشاهير الصحابة وهو الذي لحق النبي صلىاللهعليهوآله حين خرج مهاجرا إلى المدينة وقصته معروفة مشهورة وقد صحف في بعض النسخ « بسراقة بن مالك ابن خثعم ».
(٥) هو عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء كما صرح به في غير واحد من المصادر العامية كالصحاح.
(٦) أي من ماء غسل الجنابة.