ولب مثل ما لبيت في العمرة وأكثر من « ذي المعارج » ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يكثر منها ، وتقول وأنت متوجه إلى منى اللهم إياك أرجو ، وإياك أدعو فبلغني أملي ، وأصلح لي عملي.
فإذا أتيت منى فقل : « الحمد الله الذي أقدمنيها صالحا في عافية وبلغني هذا المكان ، اللهم وهذه منى وهي مما مننت به على أوليائك من المناسك فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تمن علي فيها بما مننت على أوليائك وأهل طاعتك ، فإنما أنا عبدك وفي قبضتك » ثم صل بها المغرب والعشاء الآخرة والفجر في مسجد الخيف (١) ، ولتكن صلاتك فيه عند المنارة التي في وسط المسجد وعلى ثلاثين ذراعا من جميع جوانبها فذاك مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومصلى الأنبياء الذين صلوا فيه قبله عليهمالسلام ، وما كان خارجا من ثلاثين ذراعا حولها من كل جانب فليس من
__________________
ثم امض وعليك السكينة والوقار ، فإذا انتهيت إلى الرفضاء (وفى التهذيب الرقطاء) دون الردم فلب ، فإذا انتهيت إلى الردم وأشرفت على الأبطح فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتى منى ». وفى رواية أبي بصير » اغتسل والبس ثوبيك ثم ائت المسجد الحرام فصل فيه ست ركعات قبل أن تحرم وتدعو الله وتسأله العون وتقول : « اللهم إني أريد الحج فيسره لي وحلني حيث حسبتني لقدرك الذي قدرت على » وتقول : « أحرم لك شعري وبشرى ولحمي ودمي من النساء والطيب والثياب أريد بذلك وجهك والدار الآخرة وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت على ثم تلب من المسجد الحرام كما لبيت حين أحرمت ـ الخ » ، وفى الصحيح عن عمرو بن حريث الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : « من أين أهل بالحج؟ فقال : ان شئت من رحلك وان شئت من الكعبة وان شئت من الطريق ».
(١) روى الكليني ج ٤ ص ٤٦١ في الصحيح عن معاوية بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « إذا انتهيت إلى منى فقل : « اللهم هذه منى وهي مما مننت بها علينا من المناسك فأسألك أن تمن علينا بما مننت به على أنبيائك ، فإنما أنا عبدك وفى قبضتك » ثم تصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ، والامام يصلى بها الظهر لا يسعه الا ذلك وموسع عليك أن تصلى بغيرها ان لم تقدر ثم تدركهم بعرفات ، قال : وحد منى من العقبة إلى وادى محسر ».