لقراءتهم أو كانت أوفق لها من قراءة غيره من الصحابة (١). انتهى.
أقول : ويحتمل كون «أبي» بياء المتكلّم ، كما يؤيّد هذا الاحتمال كون قراءة عليّ وأهل بيته عليهمالسلام أيضا بحسب الظاهر كقراءة أبيّ بن كعب وابن مسعود ونظرائهم من القراءات المعروفة بين الناس ، كما يشهد له نقلها في كتبهم وإنهاء سند غير واحد من القرّاء السبع ـ كالحمزة والكسائي وعاصم الكوفي ـ إلى عليّ وأهل بيته عليهمالسلام ، كما تقدّمت (٢) حكايته عنهم.
وكيف كان فلا شبهة في صحّة كلّ من القراءات السبع في مقام تفريغ الذمّة عن التكليف بقراءة القرآن وإن لم يعلم بموافقة المقروء للقرآن المنزل على النبي صلىاللهعليهوآله ، بل وإن علم عدمه ، كما هو مقتضى بعض الأخبار المتقدّمة وغيرها من الروايات الدالّة على وقوع بعض التحريفات في القرآن ، كما في قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) (٣) الذي ورد في بعض الأخبار أنّه في الأصل : «خير أئمّة» (٤) وفي قوله تعالى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٥) أنّه في الأصل : «واجعل لنا من المتّقين إماما» (٦) إلى غير ذلك ممّا ورد في الأخبار ، فالتخطّي عن هذه القراءات التي ثبت الاكتفاء بها إلى غيرها من الشواذّ فضلا عن الاكتفاء بمطلق العربيّة بعد الالتزام بكون الهيئات الشخصيّة كالموادّ معتبرة في مفهوم القرآنيّة في غاية الإشكال.
هذا ، ولكنّ الإنصاف إمكان الالتزام بأنّ اختلاف الحركات والسكنات
__________________
(١) تفسير الصافي ١ : ٥٤.
(٢) في ص ١١٤.
(٣) آل عمران ٣ : ١١٠.
(٤) تفسير القمّي ١ : ١١٠ ، تفسير العيّاشي ١ : ١٩٥ / ١٢٨ و ١٢٩.
(٥) الفرقان ٢٥ : ٧٤.
(٦) تفسير القمّي ٢ : ١١٧.