ومتعلّق الجار عامل المصدر ، أي : سبّحت الله حامدا ، والمعنى : نزّهته عمّا لا يليق به وأثبتّ له ما يليق به. ويحتمل كونها للاستعانة ، والحمد مضاف إلى الفاعل ، أي سبّحته بما حمد به نفسه ؛ إذ ليس كلّ تنزيه محمودا.
وقيل : إنّ الواو عاطفة ومتعلّق الجار محذوف ، أي : وبحمده سبّحته لا بحولي وقوّتي ، فيكون ممّا أقيم فيه المسبّب (١) مقام السبب. ويحتمل تعلّق الجار بعامل المصدر على هذا التقدير أيضا ، ويكون المعطوف عليه محذوفا يشعر به «العظيم» وحاصله : أنزّه تنزيها ربّي العظيم بصفات عظمته وبحمده ، والعظيم في صفته تعالى : من يقصر عنه كلّ شيء سواه ، ومن اجتمعت له جميع صفات الكمال : أو من انتفت عنه صفات النقص (٢).
انتهى كلامه رفع مقامه.
(و) قد تلخّص ممّا ذكر أنّ (أقلّ ما يجزئ للمختار تسبيحة تامّة ، وهي : سبحان ربّي العظيم وبحمده ، أو يقول : سبحان الله ، ثلاثا) أو بقدر ذلك من سائر الأذكار على الأشبه.
(و) أمّا (في الضرورة) فقد حكي عن غير واحد (٣) التصريح بأنّه تجزئ (واحدة صغرى) بل عن المعتبر والمنتهى ما يظهر منه نسبته إلى الأصحاب (٤).
__________________
(١) الظاهر : «السبب مقام المسبّب».
(٢) مدارك الأحكام ٣ : ٣٩٣ ـ ٣٩٤.
(٣) كالشهيد في الدروس ١ : ١٧٧ ، والحاكي عنه هو النراقي في مستند الشيعة ٥ :٢٠٨.
(٤) المعتبر ٢ : ١٩٦ ، منتهى المطلب ٥ : ١٢١ ، والحاكي عنهما هو السيّد الشفتي في مطالع الأنوار ٢ : ١٠٦.