بالطلب حكاية كلام الله تعالى ولو بالإشارة لدى العجز عن النطق بها ، لا حكاية معانيها من حيث هي ، فلو عرف قصّة يوسف عليهالسلام على الترتيب الذي حكاها الله تعالى في سورة يوسف وحكاها في صلاته بالإشارة على حسب ما يحكيها للغير عند إرادة نقلها له ، ليس له أن يقصد بهذا امتثال الأمر بحكاية سورة يوسف ؛ لكونه أجنبيّا عن ماهيّة المأمور به ، بل عليه لدى الإمكان أن يتعقّلها تفصيلا بأن يتصوّرها في ذهنه كما ربما يتصوّر بعض الأشعار والكلمات المنظومة ، ويقصدها بالإشارة ، ولكن هذا متعذّر عادة فيما لو كان خرسه أصليّا ، فعليه عند تعذّر القصد إليها تفصيلا أن يعقد بها قلبه على سبيل الإجمال بأن يميّزها في ذهنه بوجه من الوجوه المميّزة لها ، المصحّحة للقصد إلى الخروج عن عهدة امتثال أمرها ، فيقصدها بإشارته وحركة لسانه.
والحاصل : أنّ عقد القلب بمعاني القراءة ما لم تكن عبارتها ـ التي هي بها تتقوّم قرآنيّتها ـ مقصودة (١) بالإشارة لا تفصيلا ولا إجمالا غير مجد في حصول إطاعة أمرها ، كما هو واضح.
(والمصلّي في كلّ ثالثة ورابعة بالخيار إن شاء قرأ الحمد وإن شاء سبّح) بلا خلاف فيه في الجملة على الظاهر ، بل عن كثير من الأصحاب دعوى إجماع علمائنا عليه (٢).
__________________
(١) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «مقصودا». والمثبت هو الصحيح.
(٢) الشيخ الطوسي في الخلاف ١ : ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، المسألة ٩٣ ، والعلّامة الحلّي في مختلف الشيعة ٢ : ١٦٣ ، المسألة ٩٠ ، والشهيد في الذكرى ٣ : ٣١٣ ، وابن فهد الحلّي في المهذّب البارع ١ : ٣٧١ ، والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ٢ : ٢٥٦ ، والشهيد الثاني في روض الجنان ٢ : ٦٩٢ ، والعاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٣٤٤ ، ـ