والهمهمة ـ على ما في القاموس ـ : الصوت الخفي (١).
ولا يعارضها صحيحة عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام ، قال :سألته عن الرجل هل يصلح له أن يقرأ في صلاته ويحرّك لسانه [بالقراءة] في لهواته من غير أن يسمع نفسه؟ قال : «لا بأس أن لا يحرّك لسانه يتوهّم توهّما» (٢) فإنّ ظاهرها جواز الاكتفاء بمجرّد التوهّم ، وهو ممّا لا قائل به ، وينافيه جميع الأدلّة الدالّة على اعتبار القراءة والذكر ، ولذا حملها الشيخ على من صلّى مع المخالف (٣) ، واستشهد له بما رواه عن [محمّد بن] (٤) أبي حمزة عمّن ذكره قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «يجزئك من القراءة معهم مثل حديث النفس» (٥).
ويشهد له أيضا خبر عليّ بن يقطين قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الرجل يصلّي خلف من لا يقتدى بصلاته والإمام يجهر بالقراءة ، قال : «اقرأ لنفسك ، وإن لم تسمع نفسك فلا بأس» (٦).
وكما يعتبر في الإخفات عدم التفريط ، فكذا يعتبر في الجهر عدم الإفراط ، كما صرّح به شيخنا المرتضى رحمهالله وحكاه عن العلّامة الطباطبائي (٧)
__________________
ـ القراءة في الصلاة ، ح ٤.
(١) القاموس المحيط ٤ : ١٩٢ ، وفيه : «الكلام الخفي».
(٢) التهذيب ٢ : ٩٧ / ٣٦٥ ، الاستبصار ١ : ٣٢١ / ١١٩٦ ، الوسائل ، الباب ٣٣ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٥ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٣) التهذيب ٢ : ٩٧ ، ذيل ح ٣٦٥ ، الاستبصار ١ : ٣٢١ ، ذيل ح ١١٩٦.
(٤) ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٥) التهذيب ٢ : ٩٧ ـ ٩٨ / ٣٦٦ ، الاستبصار ١ : ٣٢١ / ١١٩٧.
(٦) التهذيب ٣ : ٣٦ / ١٢٩ ، الاستبصار ١ : ٤٣٠ ـ ٤٣١ / ١٦٦٣ ، الوسائل ، الباب ٥٢ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ١.
(٧) الدرّة النجفيّة : ١٣٩.