خلافا لما حكي عن بعض من الاجتزاء بها لدى العجز عن القراءة وبدلها (١) ؛ لما دلّ عليه في التكبير ، بل عن بعض احتمال تقديمها على الذكر ؛ لقربها إلى القرآن (٢).
وليس بشيء ، بل الأقوى عدم الاعتبار بترجمة القراءة من حيث هي أصلا ؛ ضرورة عدم كونها قرآنا ولا ميسوره بعد وضوح أنّ لألفاظ القرآن دخلا في قوام قرآنيّتها ، فقياس القراءة على التكبير ـ الذي قد يقال بأنّ المقصود به أوّلا وبالذات إنّما هي ماهيّة التكبير الغير المتوقّفة على خصوصيّة لفظها المعروف ـ قياس مع الفارق.
نعم ، بناء على الاجتزاء بمطلق الذكر لدى العجز عن قراءة شيء من القرآن إمّا مطلقا أو لدى العجز عن التسبيح والتحميد والتهليل ، اتّجه الاجتزاء بترجمة الفاتحة ونظائرها ، لا من حيث كونها ترجمة للقرآن ، بل من حيث كونها من مصاديق الذكر ، وهذا بخلاف سائر الآيات القرآنيّة التي هي من قبيل القصص والحكايات ، فلا يجتزئ بترجمتها (٣) أصلا ، بل لا يجوز التلفّظ بها ؛ لكونها من الكلام المبطل.
ولو عجز عن القراءة وبدلها مطلقا ، قام بقدر القراءة على ما صرّح به غير واحد (٤).
__________________
(١) العلّامة الحلّي في نهاية الإحكام ١ : ٤٧٦ ، والشهيد الثاني في روض الجنان ٢ :٦٩٩ ، وحكاه عنهما العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٥٦.
(٢) الشهيد في الذكرى ٣ : ٣٠٤ ، وحكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٥٦.
(٣) في «ض ١٣» : «فلا يجزئ ترجمتها».
(٤) مثل : العلّامة الحلّي في تذكرة الفقهاء ٣ : ١٣٨ ، الفرع «و» من المسألة ٢٢٤ ، ونهاية الإحكام ١ : ٤٧٥ ، والشهيد في الدروس ١ : ١٧٢ ، وابن فهد الحلّي في ـ