سورة هو التلفّظ بها بقصد حكاية خصوص البسملة النازلة معها ، فلو قرأ البسملة التي قصد بها حكاية بسملة الإخلاص لا يصدق عليها قراءة جزء سورة الجحد أو العزيمة ، فلو بدا له أن يقرأ سورة الجحد لا يجديه ضمّ بقيّة السورة في صيرورة البسملة التي قرأها بقصد الإخلاص مصداقا لقراءة بسملة الجحد ، ألا ترى أنّه لو قال في أثناء الصلاة : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ) قاصدا به حكاية كلام الله النازل في سورة يس (١) ، صدق عليه قراءة القرآن ، وأمّا لو قصد به الإخبار أو حكاية كلام شخص آخر ، اندرج في كلام الآدميّين ، المبطل لصلاته ، ولا يجديه ضمّ ما يمحضه للقرآنيّة في انقلاب هذا الجزء وصيرورته حكاية كلام الله بعد أن لم يكن كذلك حين صدوره.
وكذا لو قلنا بأنّ قراءة العزيمة مطلقا حتى بسملتها مبطلة للفريضة ، فلو بسمل بقصد العزيمة ، تبطل صلاته وإن بدا له بعد قراءة البسملة أن يجعلها جزءا من سورة أخرى ، بخلاف عكسه ، فلا يقاس ذلك بأجزاء المركّبات الخارجيّة المشتركة بينها وبين غيرها ممّا لا مدخليّة للقصد في قوام ذاتها الصالحة من حيث هي للجزئيّة ، كالخلّ الذي يتركّب منه السكنجبين ، ، والإطريفل ، أو القائمة المشتركة بين قائمة السرير والباب ؛ إذ الجزء في المثال هو ذات الخلّ أو القائمة من حيث هي ، بخلاف مثل المقام الذي لا يصلح الجزء للجزئيّة إلّا مع اقترانه بالقصد ، أي قصد حكاية خصوص البسملة الشخصيّة التي هي جزء هذه السورة ، لا قصد جعلها جزءا منها في مقام الحكاية كي يقال : إنّ قصد الغاية لا يعقل أن يكون من
__________________
(١) يس (٣٦) : ٢٠.