وكيف كان فمحلّ السورة ـ سواء قلنا بوجوبها أو استحبابها ـ إنّما هو بعد الفاتحة نصّا وإجماعا بل ضرورة.
(ولو) خالف الترتيب و (قدّم السورة على الحمد ، أعادها أو غيرها بعد الحمد) عامدا كان أم ساهيا.
وحكي عن الفاضل (١) والشهيدين والمحقّق الثاني وغيرهم القول ببطلان صلاته مع العمد (٢) ، بل في الجواهر : لم أجد أحدا صرّح بالصحّة قبل الأردبيلي فيما حكي عن مجمعه (٣) وبعض أتباعه (٤).
ويحتمل كون إطلاق المتن منزّلا على غير صورة العمد ، كما يؤيّد هذا الاحتمال تصريحه باستئناف الصلاة فيما لو خالف الترتيب المعتبر بين كلمات الحمد وآياتها عمدا (٥) ، مع أنّ المسألتين بحسب الظاهر من واد واحد ، فلا نعقل فرقا بينهما.
اللهمّ إلّا أن ينزّل إطلاق حكمه باستئناف الصلاة في تلك المسألة على ما لو كان الإخلال بالترتيب موجبا لخروج الكلام عن القرآنيّة ، ودخوله في كلام الآدميّين.
وكيف كان فعمدة مستند القول بالبطلان أنّه إن أعادها بعد الحمد ،
__________________
(١) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «الفاضلين» بدل «الفاضل» والصحيح ما أثبتناه.
(٢) إرشاد الأذهان ١ : ٢٥٣ ، تحرير الأحكام ١ : ٢٤٢ / ٨٢٧ ، تذكرة الفقهاء ٣ : ١٤٢ ، المسألة ٢٢٨ ، قواعد الأحكام ١ : ٢٧٣ ، منتهى المطلب ٥ : ٦٠ ، نهاية الإحكام ١ : ٤٦٣ ، الألفيّة : ٥٧ ، البيان : ١٥٧ ، الدروس ١ : ١٧١ ، الذكرى ٣ : ٣١٠ ، روض الجنان ٢ : ٧٠٠ ، مسالك الافهام ١ : ٢٠٥ ، المقاصد العليّة : ٢٥١ ، جامع المقاصد ٢ : ٢٥٥ ، وحكاه عنهم العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٢٧٤.
(٣) مجمع الفائدة والبرهان ٢ : ٢٢٠.
(٤) جواهر الكلام ٩ : ٣٣٨ ـ ٣٣٩.
(٥) راجع ص ١٢٦.