الثلاث.
ولكنّ الإنصاف أنّ تحكيمها على جميع تلك النصوص مع استفاضتها وظهور بعضها في مداومة أبي جعفر عليهالسلام على قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) المنافية لأفضليّة المعوّذتين لا يخلو عن إشكال ، فالأولى بل الأحوط عند إرادة إدراك مزيّة ما هو الأفضل الجمع بينهما وبين التوحيد ، بل قد يحتمل أن يكون المقصود بقوله عليهالسلام : «اعمل بالمعوّذتين والتوحيد» الجمع بينهما وإن لا يخلو عن بعد ، فالأحوط الجمع بينهما حتّى في مفردة الوتر ، فإنّ إرادة هذه الركعة أيضا ـ على تقدير كون المراد بالجواب الجمع بينها ـ غير بعيدة.
ثمّ إنّ المراد بقراءة المعوّذتين في الأوّلتين هل هي قراءتهما في كلّ من الركعتين ، أو قراءة كلّ منهما في كلّ ركعة؟ احتمالان ، أوّلهما : أحوط ، ولكن ثانيهما أقرب إلى الذهن ، والله العالم.
(ويسمع الإمام من خلفه القراءة) الجهريّة (ما لم يبلغ العلوّ) المفرط (وكذا الشهادتين) وسائر الأذكار (استحبابا) بلا خلاف فيه على الظاهر ، بل في المدارك : هذا الحكم موضع وفاق بين العلماء (١) ؛ لما رواه الشيخ بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ينبغي للإمام أن يسمع من خلفه كلّ ما يقول ، ولا ينبغي لمن خلفه أن يسمعه شيئا ممّا يقول» (٢).
ويدلّ عليه أيضا في خصوص الشهادتين : رواية حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ينبغي للإمام أن يسمع من خلفه التشهّد ،
__________________
(١) مدارك الأحكام ٣ : ٣٧٠.
(٢) التهذيب ٣ : ٤٩ / ١٧٠ ، الوسائل ، الباب ٥٢ من أبواب صلاة الجماعة ، ح ٣.