وأمّا صيغتها : فالمشهور بين الأصحاب فهي : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» بل عن الشهيد الثاني في شرح النفليّة أنّه قال : وهذه الصيغة محلّ وفاق رواها أبو سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوآله (١) (٢).
أقول : هذه الرواية نقلها الشهيد في الذكرى على ما حكي عنه ، قال :روى أبو سعيد الخدري أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يقول قبل القراءة : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (٣).
وحكي عن الشيخ المفيد أنّ صيغتها : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» (٤).
وعن ابن البرّاج أنّها : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إنّ الله (هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)» (٥).
أقول : لا ريب في حصول امتثال الأمر بالاستعاذة والتعوّذ ـ الواردين في الكتاب (٦) والصحيح المتقدّم (٧) ـ بجميع هذه الصيغ ، بل وبغيرها أيضا ممّا يتحقّق به الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، ولكنّ الأولى والأفضل اختيار صيغة من الصيغ المأثورة عن النبيّ والأئمّة عليه وعليهمالسلام.
وكفى دليلا لاختيار الصيغة التي نسبت (٨) إلى المشهور ما سمعته (٩)
__________________
(١) المصنّف ـ لعبد الرزّاق ـ ٢ : ٨٦ / ٢٥٨٩.
(٢) الفوائد المليّة : ١٨٠ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ١٦٢.
(٣) الذكرى ٣ : ٣٣٠ ، وحكاه عنه العاملي في الوسائل ، الباب ٥٧ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٦ ، وكذا البحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٤) المقنعة : ١٠٤ ، وحكاه عنه الشهيد في الذكرى ٣ : ٣٣٠.
(٥) حكاه عنه الشهيد في الذكرى ٣ : ٣٣١ ، ولم نجده في المهذّب وجواهر الفقه.
(٦) النحل (١٦) : ٩٨.
(٧) في ص ٣٢٣.
(٨) الناسب هو البحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ١٦٢.
(٩) آنفا.