والمحقّق الشيخ علي إلى الوجوب مع اجتزائهما بمطلق الذكر (١) ، وهو عجيب (٢). انتهى.
أقول : ولعلّ مرادهما بمطلق الذكر الذي يجتزئان به أيّ ذكر يكون في مقابل القول بتعيّن التسبيح ، لا كفايته مطلقا ولو مسمّاه حتى يتحقّق التنافي بينه وبين إيجاب هذه اللفظة عند اختيار التسبيحة الكبرى ، وعلى تقدير التزامهما بكفاية مسمّى الذكر فمرادهما بالوجوب جزئيّة هذا اللفظ من هذه الصيغة المعروفة ، ووجوب الإتيان به لدى قصد التوظيف ، دون ما لو أتى بها بعنوان كونها من مصاديق مطلق الذكر ، كما لا يخفى.
فائدة : في المدارك : معنى «سبحان ربّي» : تنزيها له عن النقائص وصفات المخلوقين ، وقال في القاموس : «سبحان الله» تنزيها له عن الصاحبة والولد ، معرفة ، ونصب على المصدر ، أي أبرّئ الله من السوء براءة (٣). وقال سيبويه : التسبيح هو المصدر ، و «سبحان» واقع موقعه ، يقال :سبّحت الله تسبيحا وسبحانا ، فهو علم المصدر ، ولا يستعمل غالبا إلّا مضافا ، كقولنا : سبحان الله ، وهو مضاف إلى المفعول به ، أي : سبّحت الله ؛ لأنّه المسبّح المنزّه. وجوّز أبو البقاء أن يكون مضافا إلى الفاعل ؛ لأنّ المعنى : سبحان الله (٤) تنزّه الله ، وعامله محذوف ، كما في نظائره. والواو في «وبحمده» قيل : زائدة ، والباء للمصاحبة ، والحمد مضاف إلى المفعول ،
__________________
(١) الذكرى ٣ : ٣٦٩ ، جامع المقاصد ٢ : ٢٨٦ و ٢٨٧.
(٢) مدارك الأحكام ٣ : ٣٩٢ ـ ٣٩٣.
(٣) القاموس المحيط ١ : ٢٢٦.
(٤) كذا قوله : «لأنّ المعنى سبحان الله» في النسخ الخطّيّة والحجريّة ، والظاهر «معنى سبحان الله». وجملة «سبحان الله» لم ترد في المصدر.