حديثه : «وبحمده» في الركوع والسجود (١) ، فإنّ ترك الآخر له لم يكن إلّا من باب المسامحة والتعويل على المعروفيّة ، كما لا يخفى.
وربما يؤيّده أيضا قوله عليهالسلام في رواية مسمع : «لا يجزئ أقلّ من ثلاث تسبيحات أو قدرهنّ» (٢) فإنّه لو لم ينضم كلمة «وبحمده» إليها لا تكون بقدر ثلاث تسبيحات ، وأمّا بعد الضمّ فهي وإن لم تكن أيضا بقدرها في عدد الحروف ولكن يعادلها في المعنى ؛ لانحلالها حينئذ إلى ثلاثة أذكار ، كما لا يخفى.
وقد ظهر بما ذكرنا ضعف ما في المدارك حيث قال : واعلم أنّ كثيرا من الأخبار ليس فيها لفظ «وبحمده» في تسبيحي الركوع والسجود ، كحسنة الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : «إذا سجدت فكبّر ، وقل : اللهمّ لك سجدت ـ إلى قوله ـ ثمّ قل : سبحان ربّي الأعلى ، ثلاث مرّات» (٣) ورواية هشام بن سالم عنه عليهالسلام ، قال : «تقول في الركوع : سبحان ربّي العظيم ، وفي السجود : سبحان ربّي الأعلى» (٤) وقد تضمّنته صحيحة زرارة وحمّاد عن الباقر والصادق (٥) عليهماالسلام ، فالقول باستحبابه أولى ، وذهب الشهيد رحمهالله
__________________
(١) تقدّم تخريجه في ص ٤٤٥ ، الهامش (١٠).
(٢) تقدّم تخريجها في ص ٤٤٢ ، الهامش (٥).
(٣) الكافي ٣ : ٣٢١ / ١ ، التهذيب ٢ : ٧٩ / ٢٩٥ ، الوسائل الباب ٢ من أبواب السجود ، ح ١ ، وفيها لفظ «وبحمده» موجود.
(٤) تقدّم تخريجها في ص ٤٣٧ ، الهامش (١).
(٥) الكافي ٣ : ٣١٩ (باب الركوع وما يقال فيه ...) ح ١ ، و ٣١١ / ٨ ، التهذيب ٢ : ٧٧ ـ ٧٨ / ٢٨٩ ، و ٨١ / ٣٠١ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الركوع ، ح ١ ، والباب ١ من أبواب أفعال الصلاة ، ح ١.