الجواهر : لا أعرف خلافا فيه (١) ـ : هو أن يجلس على ألييه وينصب ساقيه وفخذيه.
ولكن قد يشكل ذلك بأنّه ممّا لا يساعد عليه كلام أهل اللّغة ؛ فإنّهم فسّروا الجلوس متربّعا بغير هذه الكيفيّة.
ففي مجمع البحرين : تربّع في جلوسه وجلس متربّعا هو أن يقعد على وركيه ويمدّ ركبته اليمنى إلى جانب يمينه وقدمه إلى جانب يساره واليسرى بالعكس ، قاله في المجمع (٢).
فكأنّ الأصحاب فهموا إرادة المعنى الأوّل منه في المقام من قرائن خارجيّة ، كما يؤيّده أنّه بهذا يحصل التوفيق بالجمع بين المرسل المزبور وبين ما روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يجلس ثلاثا : القرفصاء (٣) ، وعلى ركبتيه ، وكان يثني رجلا واحدة ويبسط عليها الأخرى ، ولم ير صلىاللهعليهوآله متربّعا قطّ (٤).
والمراد بثني الرّجلين ـ على ما في الجواهر (٥) وغيره (٦) ـ فرشهما واضعا للفخذ على الساق.
(وقيل : يتورّك في حال تشهّده).
__________________
(١) جواهر الكلام ٩ : ٢٨٣.
(٢) مجمع البحرين ٤ : ٣٣١ «ربع».
(٣) القرفصاء : ضرب من القعود ، وهو أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبي بالثوب تكون يداه مكان الثوب. الصحاح ٣ : ١٠٥١ «قرفص».
(٤) الكافي ٢ : ٦٦١ (باب الجلوس) ح ١ ، مكارم الأخلاق : ٢٦.
(٥) جواهر الكلام ٩ : ٢٨٣.
(٦) راجع : روض الجنان ٢ : ٦٦٩.