التي لا يوجب اختلافها تغييرا في المعنى ولا في نظم الكلام وترتيبه ولا إخلالا بالعربيّة ـ كضمّ المثلّثة من «حيث» وفتحها ـ مرجعه إلى الاختلاف في كيفيّة التعبير بذلك الكلام الخاصّ بحسب اختلاف الألسن واللّغات ، فهو كالإمالة والترقيق والتفخيم والمدّ والإدغام وأشباهها من كيفيّات القراءة لا المقروء ، كما هو الشأن بالنسبة إلى المرتبة الخاصّة من الحركة التي تشخّصت الكلمة بها ، مع أنّ المباينة بينها وبين مرتبة أخرى من جنسها ربما تكون أشدّ من المباينة بينها وبين حركة أخرى من غير جنسها ، ألا ترى أنّ أدنى مرتبة الفتحة ربما تشتبه لدى النطق بالكسرة ولا تشتبه بأقصاها التي قد يتولّد منها الألف ، فكيف لا يكون هذا الاختلاف مضرّا بصدق حكاية ذلك الكلام بعينه دون الأوّل!؟ فليتأمّل.
(والبسملة جزء منها تجب قراءتها معها) بلا خلاف فيه بيننا على الظاهر ، بل إجماعا كما عن جماعة (١) نقله ، بل الأمر كذلك بالإضافة إلى سائر السّور عدا «براءة» على المشهور ، بل لم ينقل عن أحد منّا الخلاف فيه عدا ما ستسمعه (٢) من ابن الجنيد ، بل عن التذكرة (٣) وغيره (٤) دعوى إجماعنا
__________________
(١) كالشيخ الطوسي في الخلاف ١ : ٣٢٨ و ٣٣٠ ، المسألة ٨٢ ، والطبرسي في مجمع البيان ١ : ١٨ ، والعلّامة الحلّي في نهاية الإحكام ١ : ٤٦٢ ، والشهيد في الذكرى ٣ : ٢٩٨ ، والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ٢ : ٢٤٤ ، والعاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٣٣٩ ، والفاضل الاصبهاني في كشف اللثام ٤ : ٧ ، والحاكي عنهم هو العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٥٢.
(٢) في ص ١٢٤.
(٣) كذا قوله : «التذكرة» في جميع النسخ الخطّيّة والحجريّة ، ولم نقف على دعوى الإجماع فيها ، بل هي في الذكرى ٣ : ٢٩٨ ، كما حكاها عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٥٢.
(٤) نفس المصادر في الهامش (١) ما عدا مدارك الأحكام وكشف اللثام ، والحاكي