وبعضها ظاهر في أنّ الفريضة منها واحدة والسنّة في الثلاث (١) ، وفي بعضها الأمر بالثلاث (٢) ، ولكنّه يحمل على الاستحباب بشهادة النصّ.
ومنها : ما ورد في التسبيحة الصغرى ، كصحيحة معاوية وموثّقة سماعة (٣) ، وظاهرهما بل كاد أن يكون صريح أولاهما أنّه لا يجزئ «سبحان الله» أقلّ من ثلاث مرّات.
ومنها : ما ورد في التسبيح على إجماله ، وهي أيضا عدّة أخبار يظهر من أغلبها أنّه لا يجزئ أقلّ من ثلاث تسبيحات ، ومن بعضها أنّ تسبيحة واحدة مجزئة والثلاث سنّة.
فمقتضى قاعدة الجمع أن يجعل الطائفتان الأوليان الواردتان في الصغرى والكبرى مبيّنتين لما في هذه الروايات من الإجمال ، مضافا إلى ظهور قوله عليهالسلام في صحيحة زرارة : «ثلاث تسبيحات في ترسّل ، وواحدة تامّة تجزئ» (٤) في ذلك ؛ إذ الظاهر من «التامّة» خصوصا بعد الالتفات إلى تعارف كلتا الصيغتين وورودهما في الروايات هي الكبرى ، كما يؤيّده أيضا جعل الثلاث والواحدة في قالب الإجزاء ، فإنّه يقتضي عدم إدراج الواحدة في الثلاث.
ثمّ إنّ الظاهر جزئيّة كلمة «وبحمده» للتسبيحة الكبرى ، فلا يجتزئ بالإتيان بها بدونها إلّا أن يأتي ببدلها حتى يعادل ثلاث تسبيحات ، فيجتزئ بها حينئذ من باب مطلق الذكر ، لا التسبيح الموظّف ، فإنّ هذه
__________________
(١) كما في خبر هشام بن سالم ، وصحيحة زرارة وصحيحتي عليّ بن يقطين ، المتقدّمة في ص ٤٣٧ ـ ٤٣٨.
(٢) كما في رواية أبي بكر الحضرمي ، المتقدّمة في ص ٤٣٦.
(٣) تقدّمت الصحيحة والموثّقة في ص ٤٣٨ ـ ٤٣٩.
(٤) تقدّم تخريجها في ص ٤٣٧ ، الهامش (٤).