نحو من صلاته العشاء» (١) وخبر رجاء بن أبي ضحّاك أنّه صحب الرضا عليهالسلام من المدينة إلى مرو ، فكان يسبّح في الأخراوين يقول : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» ثلاث مرّات ، ثمّ يركع (٢) (٣) ؛ لإجمال وجه الفعل ، فلا يصلح أن يكون معارضا للقول ، مع إمكان أن يكون المقصود بخبر محمّد بن قيس حكاية فعل عليّ عليهالسلام وقت ما كان يصلّي وحده أو مقتديا بمن كان يقرأ خلفه ، لا حال إمامته بالناس كي ينافي الأخبار المتقدّمة.
وأمّا خبر رجاء : فلا اعتماد عليه ؛ لقصور سنده ، بل قيل : إنّ رجاء ابن أبي ضحّاك ممّن سعى في قتل الإمام عليهالسلام (٤) ، فلا يعوّل على روايته.
وعلى تقدير صحّة الخبر فهو من الأمارات المورثة للظنّ بأنّ اختيار التسبيح كان أوفق بالتقيّة ، فإنّه يستشعر من هذا الخبر أنّه عليهالسلام كان يتمّ في السفر ويأتي بالذكر في الأخيرتين جهرا بحيث كان يسمعه رجاء في جميع صلاته ، فلو كان ذلك كذلك ، لم يكن إلّا لأجل التقيّة.
وكيف كان فقد تلخّص ممّا ذكر أنّ شيئا من الروايات المزبورة لا تصلح لمعارضة الأخبار المفصّلة بين الإمام وغيره ، بل هذه الأخبار شاهدة للجمع بين ما دلّ على أفضليّة القراءة مطلقا وما دلّ على أنّهما سواء ، فيخصّص الأوّل بالأوّل ، والثاني بمن عداه بل بالمنفرد ؛ لما في
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٩٧ / ٣٦٢ ، الوسائل ، الباب ٥١ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٩ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٢) «ثمّ يركع» لم ترد في «العيون».
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٢ (الباب ٤٤) ضمن ح ٥ ، الوسائل ، الباب ٤٢ من أبواب القراءة في الصلاة ، ح ٨.
(٤) كما في كتاب الصلاة ـ للشيخ الأنصاري ـ ١ : ٣٣٢.