«حفظ الوقوف وأداء الحروف».
وعن المحدّث الكاشاني في الوافي روايته مرسلا عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : «الترتيل حفظ الوقوف وبيان الحروف» كذا عن أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
وقد طعن صاحب الحدائق (٢) في هذه الرواية بعدم ثبوته من طرقنا ، فلعلّها من روايات العامّة ، فيشكل حينئذ التعويل عليها في تفسير الآية.
نعم ، قد يتّجه العمل بها (و) الالتزام بأنّه يستحبّ (الوقوف (٣) على مواضعه) من باب المسامحة.
ولكنّ المواضع التي يمكن الالتزام باستحباب الوقف عليها ليست ما عيّنها القرّاء بآرائهم ؛ ضرورة أنّه لم يقصد بالرواية الصادرة عن النبي أو الوصي عليهماالسلام الإشارة إلى المواضع المعروفة عند القرّاء ، اللهمّ إلّا أن يقال : إنّ المراد بالرواية ـ إن صحّ صدورها عن النبي أو الوصي عليهماالسلام ـ بحسب الظاهر هو الوقوف على المحلّ الذي يحسن الوقف فيه بحسب نظم الكلام ، وقد عيّن القرّاء مواضعه بآرائهم ، فيرجع إليهم ؛ لكونهم من أهل الخبرة في ذلك ، إلّا في المواضع التي علم خطؤهم ؛ لجهلهم بالتفسير ، كما في بعض المواضع الذي كشف عنه أخبار أهل البيت عليهمالسلام ، كوقفهم على آخر الجلالة في قوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) (٤) لزعمهم أنّ الراسخين
__________________
(١) الوافي ٨ : ٦٩٩ ، وحكاه عنه السيّد الشفتي في مطالع الأنوار ٢ : ٥٦.
(٢) الحدائق الناضرة ٨ : ١٧٤.
(٣) في الشرائع : «الوقف».
(٤) آل عمران ٣ : ٧.