«يجب تعزير من أهان أهل العلم». وطلع جماعة بهذا الجواب إلى مولانا الشريف. فاعتذر إليهم «بأن النهار قد مضى ، وسنرسل إلى القاضي وشيخ الحرم يحضرون الدعوى».
ثم إن الشريف أمر المفتي والقاضي مرشد الدين أحمد بن عيسى المرشدي (١) : «أن يجتمعوا عند القاضي ، ويحضروا شيخ الحرم والخصم ويشرفوا القاضي على ما بيد الخصم ، من الجواب على السؤال».
فحضّر عند القاضي المذكورون ، والشيخ ، علي العصامي (٣) ، وبعثوا لشيخ الحرم. وحكم القاضي على شيخ الحرم بما يوجبه الجواب ، في ضربه لهذا الرجل ، حيث إنه عوقب بما ليس من أهله. ثم اصطلحوا في المجلس ، وخرج به شيخ الحرم إلى منزله.
__________________
ورقة ١٦٩ ـ ١٣٨ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ، أحمد السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٤٦٩ ، ٤٧٤.
(١) مرشد الدين أحمد بن عيسى المرشدي : هو أحمد بن عيسى المرشدي الحنفي أحد فضلاء مكة وأدبائها ، تولى قضاء مكة وأصبح يعرف بالقاضي واشتهرت أسرة المرشدي بأن عددا كبيرا منهم تولى الإفتاء والقضاء بمكة منهم إمام الدين بن أحمد بن عيسى المرشدي ، وحنيف الدين بن عبد الرحمن المرشدي ، وغيرهم. كما تنسب إليهم قرية المرشدية في وادي مر الظهران. أنظر : محمد أمين حبيب ـ طبقات السادة الحنفية (مخطوط) ورقة ١٢٧ ـ ١٢٩ ، الدهلوي ـ موائد الفضل (مخطوط) ورقة ١٠٨ ، أبو الخير مرداد ١١٥ ، ١٢٣ ، ١٨٤ ، ٨٤١. ورد في النسختين الإسم «مرشد الدين أحمد». والصحيح ما أثبتناه من خلال صفحة () من التحقيق حيث ورد الإسم في النسختين «مرشد الدين بن عيسى المرشدي أحمد» من خلال ما بحثت. وربما يكون مرشد الله لقب له.
(٣) علي العصامي ـ علي بن عصام الدين علي العصامي المكي الشافعي ، ولد بمكة سنة ١٠٢٣ ه ، كان من العلماء الأجلاء بمكة الذين اشتغلوا بالعلوم الشرعية. توفي سنة ١١٠٠ ه. أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ٣٦٤.