عشر من شعبان ، فصام بمكة ، وأعطى مولانا الشريف [سعيدا](١) ما جاء به من الهدية ، إلا أنه ادعى أن من بعث إليه السقطي هديته معه ، لم يقابله بأريحية ولا سعة ، وأنه أخذ منه الهدية والأوراق.
فاشتط السقطي لذلك ، وأقام البراهين على ما هنالك ، والمذكور لا يقر بشيء ولا يمكنه من فيء (٢).
فاتفق نزول مولانا السيد (٣) مساعد بن سعد إلى جدة ، فنزل المنوفي مختفيا [في](٤) صحبته ، وجعله جنّته (٥) ، فراجع السقطي مولانا الشريف ، وطلب منه مطالبة أصحاب المراكب بالتعريف (٦). فبعث مولانا الشريف بتخير (٧) أموره ، واختبار طاموره (٨).
وثوّر السقطي سردار (٩) العسكر الإنقشارية ، فثار له ، وبعث جاووشا من جهته وخوخ (١٠) دار الشريف ، وآخر من جهة
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).
(٢) في (ج) «فيء». من فيء : الغنيمة. ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ١٥١٦. وتعني الفائدة هنا.
(٣) في (ج) «الشريف».
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).
(٥) الجنّة : السترة. يقال استجن بجنة ، أي : استتر بسترة. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٥٦ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ١٤٠.
(٦) التعرفة : تعني الضرائب. والمعروفة في الوقت الحاضر بالتعرفة الجمركية.
(٧) في (أ) «بتحير». والاثبات من (ج).
(٨) الطامور : الصحيفة. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٦١٤. والجملة تعني : كشف ما خفي من أموره.
(٩) في (أ) «سردال». والاثبات من (ج).
(١٠) خوخ : الخوخة كوة في البيت تؤدي إليه الضوء. والخوخة : مخترق ما بين