الحارث ، لأخذ ثأره (١) من حرب البدنة المعروفة.
فلما بلغ ذلك حرب ، أنفت نفوسهم لصدقهم مع مولانا الشريف ، وقيامهم بخدمة أهل هذا البيت المنيف. فجمعوا الجموع ، وأرسلوا إليه يعذلونه (٢) عن هذه النية ، ويبذلون له الطاعة مع حفظ النفوس والقدس بينهم.
فغلب على مولانا الشريف رأي (٣) من معه من الأشراف ، فلم يزل إلى أن وصل بدرا ، [فخرج الاى](٤) السابع والعشرين من جمادى الثانية.
فلما وصلوا إلى بدر ، منعهم من المسير ، فأقاموا هناك ، ورجع الجمالون ، فتفرقوا ، وتحيرت القافلة ثمة (٥).
ولما كان يوم الحادي عشر من رجب : ورد مورق بأوراق إلى الشريف سعيد ، يخبر وفاة السيد دخيل الله بن سعد (٦) ، فأسفت عليه
__________________
(١) وسبب هذا الثأر أن قبيلة حرب قتلوا السيد عبد الله بن أحمد الحارث في معركة وقعت بينهم ، لذا الزم السيد ناصر الحارث سعد بأخذ ثأره من حرب.
(٢) في الأصل «يعذلوه».
(٣) في (أ) «براى». والاثبات من (ج).
(٤) مطموسة في (أ) وفي (ج) غير مقروءة وربما تكون كما أثبتنا.
(٥) في (ج) وردت هكذا : «ورجع الجمالون فتحيروا ، وتفرقوا فتحيرت القافلة ثمة».
(٦) السيد دخيل الله بن سعد : هو أحد أبناء الشريف سعد بن زيد ، عهد إليه أخوه الشريف سعيد بمجموعة من الأعمال الهامة مثل تأديب بعض المفسدين من جهة الطائف. وكذلك محاربة بعض الأشراف الذين خرجوا على الشريف سعيد ، واستعادة مدينة القنفذة. كما جاء في هذا الكتاب.