قدره الله تعالى ، أن حضر مجلس الوزير جوهر آغا حسين بن حبيب السندي ، وكان المذكور تلبس بمنصبي الخطابة والإمامة ، / فرغ (١) [له](٢) بها الشيخ صبغة الله بن الملا فروخ برضا منه ، قبل هذا العام بعام (٣) ، لتبنيه له.
وكان المذكور رجلا عاصيا سوقيا. وما اتفق له المباشرة إلا بعد جهد جهيد. ولم يباشر الخطابة إلا في دولة الشريف سعد ، بعد رجوعه من اليمن في (٤) هذه السنة.
فاتفق أن حضر المجلس السابق ذكره (٥) السيد علي ميرماه مدرس السليمانية ، ابن امرأة السيد صادق بادشاه ، وغيره من أهل مكة. فانجرّ الكلام إلى ذكر علوفة أهل مكة ، وانقطاعها ، وعدم إرسال الباشا بها لهم. فأبدى ابن حبيب زيادة الشكوى للوزير فقال له :
«ما تكلم مع الباشا أحد منكم يا أهل (٦) مكة.
فقال له : «أهل مكة أعمى الله قلوبهم».
فثار في ذلك السيد علي ميرماه ، فطلع إلى مولانا الشريف ، وأعانه بعض الناس. وذكر لمولانا الشريف ما وقع له ، وأن هذا القدر لا تقبله
__________________
(١) فرغ : أي تخلى له بها. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٠٨٤ ، ابراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٦٨٤.
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) أي في سنة ١١٠٥ ه.
(٤) في (ج) «من».
(٥) أي مجلس الوزير جوهر آغا.
(٦) في (أ) «ياهل». والاثبات من (ج).