فاستمرت الناس إلى أن جاء المتولي الجديد ، وهو : الصنجق أحمد أغا (١) ، فأرسل للناس بثلاثة أشهر بعد عيد الفطر ، فوقعت لهم موقع القطر (٢).
وما كان من مولانا الشريف : فإنه توجه / في أوائل جمادى إلى جهة الشرق (٣). ولم يعد إلا في يوم الثلاثاء ثاني شهر ذي الحجة ختام سنة [١١٠٧](٤) ألف ومائة وسبعة (٥). وورد عليه في هذا اليوم القفطان السلطاني ، ولبسه في الحطيم من حضرة مولانا السلطان مصطفى (٦) خان ـ أدام الله أيامه ومتع بوجوده المسلمين ـ.
وحج بالناس مولانا الشريف على جري العادة. وكان أمير الحج المصري من أتباع إبراهيم بيك ، أمير الحج المتوفي في هذا العام ، وأمير الحج الشامي محمد باشا ، فإنه لما توجّه من مكة عام سبع ، ووصل إلى غزة (٧) ، جاءه الأمر السلطاني بأن يرجع أميرا على الحاج الشامي ، فرجع من هناك (٨).
__________________
(١) في (ج) «أحمد باشا».
(٢) القطر : المطر ـ ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ١١٤.
(٣) يقصد شرق مكة. أي حدود نجد.
(٤) ما بين حاصرتين من (ج).
(٥) مطموسة في (أ). والاثبات من (ج).
(٦) سبقت ترجمة هذا السلطان.
(٧) غزّة : بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه ، مدينة من أقصى الشام من ناحية مصر ، وهي نواحي فلسطين على شاطيء البحر الأبيض المتوسط ذات بساتين وكروم ، وبها ولد الإمام أبو عبد الله بن إدريس الشافعي. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، محمد فريد وجدي ـ دائرة المعارف ٧ / ٧٣.
(٨) المقصود أنه أصبح أميرا على الحج الشامي عند وصوله إلى غزة فرجع من هناك أميرا على الحج.