فأبى ، وقال : «هذا كلام لا أسمعه».
فاتفق رأيهم على :
ـ دخول عبد المطلب ، مع بقاء عبد الله بن سعيد من غير قتال.
ـ وأنهم يكتشفون الخبر ، ويرسلون إلى مكة. فإن كان الأمر غير صحيح فلك (١) منا أن (٢) نخرج عبد المطلب ، ونحن الكفلاء بهذا.
فوافقهم على ذلك.
ثم انه عمل بالرأي السعيد ، وخرج ليلا بمن معه من العسكر والعبيد ، ووصل إلى أبيه. وتخلّف عنه محمد بن جازان بالطائف. فدخل عبد المطلب الطائف ، ونادى لأخيه ثانيا (٣) ، واستمر هناك إلى أن دخل أخوه مكة.
ـ هذا كلّه والشريف عبد المحسن بجدة ـ.
فجمع الشريف سعد والشريف سعيد جماعة من الفقهاء ، فيهم القاضي والمفتي وقوم آخرون. وتفرق المجلس على أنهم يكتبون كتابا (٤) إلى الوزير سليمان باشا صاحب جدة ، أغلظوا فيه ، إلى أن قالوا :
«ان بيدنا فتوى من المفتي ، وحكم بموجبها قاضي الشرع ، بكفر من تجرأ على عزل من ولاه السلطان على بلد إذا كان بيده أوامر سلطانية ، وأنه لا يعزل إلا بنقض الملك أو أمره. إلى غير ذلك. وأنه قد
__________________
(١) في (أ) «ولك». والاثبات من (ج).
(٢) تكررت «ان» مرتين في (أ).
(٣) أي للمرة الثانية لأنه كان قد نودي له بها فيما سبق.
(٤) وردت في النسختين «كتاب».