له بالطائف.
وأقام عبد المطلب بن أحمد ثلاثة أيام ، فوصل إليه عبد الله بن سعيد ابن سعد ومعه من الجبالية (١) ويافع (٢) نحو الخمسين ، ومن الأشراف محمد بن جازان ، وحروفا (٣) من ثقيف (٤) ، فتهيأ عبد المطلب بن أحمد لقتاله. وجمع الجموع ، فأتاه أحمد بن زين العابدين فثبطه لكتب جاءت من الشريف سعد ، وحسن له الخروج فتأبى. ثم خرج ليلا منها ، فدخلها عبد الله بن سعيد بن سعد ، ونادى فيها لأبيه.
وما كان من عبد المطلب : فإنه نزل الأخيضر (٥) ، فجمع بعض البادية ، وكرّ بهم على الطائف. فتأهب عبد الله بن سعيد لملاقاته.
[فلما](٦) بلغ أحمد بن زين العابدين ذلك الأمر ، اجتمع بعبد الله ابن سعيد ، وعرّفه أن الشريف عبد المحسن ولي مكة ـ وعزل أباك ـ وأخوه عبد المطلب يريد حفظ الديرة لأخيه.
__________________
(١) أي سكان الجبال.
(٢) بلاد يافع في الجهة الشرقية من اليمن. عبد الله الجرافي اليمني ـ المقتطف من أخبار اليمن ص ٧. ويذكر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ٤٣٩ : «أن اليفاع من قرى ذمار باليمن».
(٣) وحروفا : تعني من يمتهن صناعة القتال لأن حروفا من حرفة ، وهي الصناعة. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٦١١.
(٤) القبيلة العربية المعروفة ، والتي لا زالت في مساكنها القديمة حول الطائف. انظر : القلقشندي ـ نهاية الأرب ١٩٨ ، البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٦٢ ـ ٦٤.
(٥) الأخيضر : بضم الهمزة ، والعامة تفتحها. تصغير أخضر من قرى وادي مدركة ، في منطقة امارة مكة المكرمة. حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ١ / ١٨١.
(٦) ما بين حاصرتين من (ج).