وقام بما يكفيهم من الملبس والمطعم وغيره. وأخرج له الذخيرة الوافرة من كل شيء ، وبعث كيخه محمد آغا حفيظا للعساكر.
فأصرف (١) مولانا الشريف على الأشراف معلوم / شهر.
وبعث إلى المدينة لينادي باسمه له فيها. فنودي له بها ، وخطب له باسمه على المنبر النبوي ، وكتب إلى الشام (٢) ، وإلى جميع الجهات ، فأجابوا بالطاعة ، وأطاعته حرب ، والقواد ، وجميع تلك الجهات الشامية ، وبعث إلى الحجاز (٣) ، فأجابه قاصيه ودانيه ، وبعث إلى جهة اليمن (٤) وسائر نواحيها (٥).
ثم انه بعث أخاه عبد المطلب إلى الطائف ، ومعه السيد عبد الله بن حسن بن جود الله ، وعبد الله بن أحمد بن أبي القاسم مع آخرين ، فنادوا
__________________
(١) في النسختين هكذا. والمعنى أنه أعطى ، أو صرف لهم.
(٢) المقصود بالشام هنا المناطق الشمالية من الحجاز.
(٣) الحجاز بالكسر وآخره زاي. أحد أقسام شبه الجزيرة الخمسة ، وهي : تهامة ، والحجاز ، ونجد ، والعروض ، واليمن. عن الحجاز انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٢١٨ ـ ٢٢٠. والمقصود هنا المناطق والمدن التي يضمه هذا الإقليم مثل المدينة المنورة ، الطائف ، رابغ ، ينبع ، الليث ، تربة ، القنفذة ، ....
وفي البادية يطلقون الحجاز على المنطقة الجنوبية للطائف فإذا قالوا : ان هذا البدوي حجازي ، يعنون أنه من جنوبي الطائف. وهذه التسمية لها وجه ، فإن جبال السراة الممتدة من اليمن إلى الشمال هي حجاز ، بمعنى أنها فاصلة بين الغور ، وهو تهامة ونجد. حافظ وهبه ـ جزيرة العرب ط ٥ ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ١٣٨٧ ه / ١٩٦٧ م ص ١٤.
(٤) أي المناطق الجنوبية من الحجاز.
(٥) من الملاحظ أن كل هذه الأوامر صدرت والشريف عبد المحسن بن أحمد بن زيد في جدة كما سنرى فيما بعد.